من دروس الحياة

غالبا ماتشكل ذكرياتنا وقصصنا القديمة درسا كبيرا في الحياة. ولكن هذه المره لم يكن الدرس لي بل لمعلمتي.
كنت في ثالث ثانوي القسم العلمي ونحرص علىربع درجة زي ما نحرص على العشرة. كان يوم مجلس الأمهات وكان بعض الأمهات من ضمنهم الوالدة يستفسرون من معلمة الفيزياء عن الدرجات. بابتسامتها الصفراء المعروفة ردت المعلمة على الأمهات بقولها:" ليش متحمسين كأن بناتكم راح يلقون قبول في الجامعة او حتى بعدين وظائف!" لم يكن ما قالته بمستوى مقامها كمعلمة. ولم انسى انا ماقالته.
وتدورالأيام والتحق بالجامعة قسم اللغة الانجليزية ويكتب الله واتخرج واتوظف في احدى المدارس الأهلية الكبرى. في أحد الأيام أقامت مشرفات المدرسة التي أعمل بها ورشة عمل واستضافوا معلمات من مدارس أخرى.. ولم اكن لأتخيل انني في يوم ما سألتقي معلمتي الفاضلة مرة أخرى ولكن هاقد اتت الفرصة. بعد انتهاء ورشة العمل تقدمت منها وكانت قد لاحظتني. ابتسمت نفس الابتسامه الصفراء:"فلانه ماذا تفعلين هنا،" ابتسمت ابتسامة نصر،" تخرجت من الجامعة وانا الان اعمل هنا،"
ربما لا تذكر ماقالتة ولكني انا اذكر وقد كان انجازا بالنسبة لي ان اثبت خطأها.

لا تحقرن صغيراً .......... إن الجبال من الحصى.



0 التعليقات: